للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. يقول المستشرق بروكلمان (١) مصوراً لنا الوحي النفسى الذى يزعمه هو ومن قال بقوله: "بينما كان بعض معاصرى النبى، كأمية بن أبى الصلت (٢) ، شاعر الطائف، وهى بلدة بحذاء مكة، يكتفون بوحدانية عامة، كان محمد يأخذ بأسباب التحنث (٣) والتنسك (٤)

ويسترسل فى تأملاته حول خلاصة الروحى، ليالى بطولها فى غار حراء (٥) قرب مكة لقد تحقق عنده أن عقيدة مواطنيه الوثنية فاسدة فارغة، فكان يضج فى نفسه هذا السؤال، إلى متى يمدهم الله فى ضلالهم، مادام هو عز وجل قد تجلى، آخر الأمر، للشعوب الأخرى بواسطة أنبيائه؟ وهكذا نضجت فى نفسه الفكرة أنه مدعو إلى أداء هذه الرسالة، رسالة النبوة،


(١) هو: كارل بروكلمان، مستشرق ألمانى، تعلم اللغة العربية، وكان عالماً بتاريخ الأدب العربى، وعضو المجمع العربى. مات سنة ١٩٥٦م من آثاره: تاريخ الأدب العربى، وتاريخ الشعوب الإسلامية، وغيرها. له ترجمة فى: الإعلام للزركلى ٥/٢١١، ٢١٢، والمستشرقون الألمان تراجمهم، جمع صلاح الدين المنجد ص١٥٣ - ١٦٢.
(٢) هو: أمية بن عبد الله بن أبى الصلت بن أبى ربيعة بن عوف الثقفى، شاعر جاهلى من أهل الطائف، فى شعره حكم، اطلع على الكتب القديمة، وقد لقى النبى صلى الله عليه وسلم، ولم يؤمن به، مات سنة ٥هـ على خلاف فى ذلك، له ترجمة فى: البداية والنهاية ٢/٢٠٥ - ٢١٣، والإصابة ١/١٢٩ - ١٣٠، والأعلام ٢/٢٣.
(٣) التحنث: هو التعبد من الحنث وهو الاثم، أى يفعل فعلاً يخرج به من الإثم والحرج. ينظر:الفائق فى غريب الحديث للزمخشرى ١/٢٧٢، والنهاية لابن الأثير ١/٤٣٢.
(٤) التنسك: هو التعبد، من النسك وهو الطاعة والعبادة، وكل ما يتقرب به إلى الله تعالى. ينظر: النهاية فى غريب الحديث ٥/٤١، ومختار الصحاح ص٦٥٧.
(٥) حراء: جبل من جبال مكة على ثلاثة أميال. ينظر: معجم البلدان للحموى ١/٢٣٣، ومراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع لصفى الدين البغدادى ١/٣٨٨.

<<  <   >  >>