للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. وبالجملة: كان كمال عقله وخلقه صلى الله عليه وسلم، مضرب الأمثال لعصمة الله له على ما سبق تفصيله (١) .

... ولكل منصق أن يتساءل: هل يتفق هذا المرض وما هو معروف عن النبى صلى الله عليه وسلم من أنه كان أمة وحده، فى أخلاقه، وثباته، وحلمه، وسلامة جسمه وقوة بنائه؟.

... ثم كيف يتفق ذلك الداء العضال الذى أعيا الأطباء، وما انتدب له رسول الله صلى الله عليه وسلم من تكوين شموس أبيه، وتربيتها على أسمى نواميس الهداية وقوانين الأخلاق، وقواعد النهضة والرقى، مع أنها أمة صحراوية النفوس، صخرية الطباع؟!.

... أضف إلى ذلك أنه نجح فى هذه المحاولة المعجزة، إلى درجة جعلت تلك الأمة، بعد قرن واحد من الزمان، هى أمة الأمم، وصاحبة العلم، وربة السيف والقلم.

... فهل المريض المتهوس الذى لا يصلح لقيادة نفسه يتسنى له أن يقوم بهذه القيادة العالمية الفائقة، ثم ينجح فيها هذا النجاح المعجز المدهش؟.

قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد ... وينكر الفم طعم الماء من سقم (٢) .


(١) يراجع ص٦٩ – ٧٩.
(٢) مناهل العرفان فى علوم القرآن للزرقانى ١/٨١، ٨٢ بتصرف، وينظر: النبى محمد صلى الله عليه وسلم لعبد الكريم الخطيب ص١٣٩، والسيرة النبوية فى ضوء القرآن والسنة للدكتور أبى شهبة ١/٢٧٤.

<<  <   >  >>