للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ب- وأما زعمهم أن المؤمنين كانوا لا يصلون فى مكة إلا مرتين فى اليوم، ثم أدخلت صلاة ثالثة عندما ذهبوا إلى المدينة على غرار اليهودية، فهو زعم فى وهن خيط العنكبوت، إذ الصلوات الخمس فرضت بمكة ليلة الإسراء، حين عرج بالنبى صلى الله عليه وسلم، إلى السماء، ولا خلاف بين أهل العلم، وأهل السير فى ذلك (١) .

... وهذا الذى دلت عليه الأحاديث الصحيحة، التى وردت فى صفة الإسراء والمعراج فى الصحيحين وغيرهما، من أحاديث جماعة من الصحابة رضى الله عنهم (٢) وفى أحدها قوله صلى الله عليه وسلم: "فلم أزل أرجع بين ربى تبارك وتعالى، وبين موسى عليه السلام، حتى قال: يا محمد إنهن خمس صلوات كل يوم وليلة، لكل صلاة عشر، فذلك خمسون صلاة" (٣) .

جـ- وأما زعمهم أنه جعل الجمعة، يوم صلاة عامة، على غرار السبت عند اليهود، فهو أيضاً قول مخالف للصواب، لأن الله سبحانه شرع لعباده المؤمنين الاجتماع لعبادته يوم الجمعة، فقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذالكم خير لكم إن كنتم تعلمون} (٤) .


(١) ينظر: الجامع لأحكام القرآن ١٠/٢١٠.
(٢) ينظر: صحيح البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب الصلاة، باب كيف فرضت الصلاة ١/٥٤٧ رقم٣٤٩، وكتاب الأنبياء، باب ذكر إدريس عليه السلام ٦/٤٣١ رقم ٣٣٤٢، وصحيح مسلم (بشرح النووى) كتاب الإيمان، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماوات ١/٤٨٦ رقم ٢٥٩.
(٣) هذه الرواية بهذا اللفظ أخرجها مسلم فى صحيحه (بشرح النووى) فى الأماكن السابقة نفسها.
(٤) الآية ٩ الجمعة.

<<  <   >  >>