للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فتأمل ما قاله خامس الخلفاء الراشدين على ملأ من الحاضرين لخطبته: "فما أحل الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، فهو حلال إلى يوم القيامة، وما حرم... الخ، وقوله: "الأخذ بما سن رسول الله صلى الله عليه وسلم... اتباع لكتاب الله، واستكمال لطاعة الله، وقوة على دين الله...الخ. تأمل ذلك تعلم عن يقين إيمان السلف جميعاً، بأن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحى من عند الله عز وجل، واجبة الاتباع إلى يوم الدين.

وهكذا توضح الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، وأقوال السلف أن السنة النبوية وحى من الله تعالى، إلى رسوله صلى الله عليه وسلم، وهى صالحة لكل زمان ومكان، وواجبه الاتباع كالقرآن سواء بسواء، وعلى ذلك إجماع الأمة (١) منذ عهد نبيها صلى الله عليه وسلم، إلى يومنا هذا، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، دون اعتبار لقول من شذ، من المرجفين فى دين الله، العاملين على هدم كيان السنة المطهرة، والسيرة العطرة.

رابعاً: إذا تقرر لك أن لرسول الله صلى الله عليه وسلم، سنة، هى وحى من ربه عز وجل، واجب قبولها واتباعها، فقد حان الوقت لبيان حقيقة وهدف تمسح أعداء السنة، بإيمانهم ببيان نبوى لرسول الله صلى الله عليه وسلم فى رسالته.

...


(١) ينظر: إرشاد الفحول للشوكانى ١/١٥٨، وتيسير التحرير لمحمد أمين ٣/٢٢، والتقرير والتحبير لابن أمير الحاج ٢/٢٢٥، والتلويح فى كشف حقائق التنقيح لسعد الدين التفتازانى ١/٣٨، وفواتح الرحموت لعبد العلى الأنصارى ١/١٦، ١٧.

<<  <   >  >>