للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. وإذا كان هذا البيان النبوى يحل مشاكل الاختلاف التى يمكن أن تحدث بين العباد، فى فهم وتطبيق، المراد من مجمل القرآن، وعامة، ومطلقة، ومشكلة... الخ كما صرح بذلك القرآن الكريم فى قوله تعالى: {وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذى اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون} (١) .

... فهل يعقل أو يقبل بعد ذلك أن يكون هذا البيان النبوى غير ملزم؛ ولا واجب الاتباع؟! وما فائدة تنويه القرآن إلى هذا البيان النبوى حينئذ؟! وما قيمة المبين (القرآن) مع عدم حجية البيان (السنة) ؟ إن البيان النبوى (السنة المطهرة) متى صح تكون منزلته، ومنزلته القرآن، سواء بسواء فى حجيته، ووجوب العمل به؛ وعلى هذا انعقد إجماع من يعتد به من علماء الأمة قديماً وحديثاً (٢) .

خامساً: زعم بعضهم أن ما استقلت به السنة المطهرة من أحكام، مرفوض بحجة مخالفته للقرآن الكريم، وفيه تشويه لسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم بجعله مشرعاً (٣) ويضربون أمثلة بحد المحصن "الرجم" وحد الردة "القتل".

... وهذه المزاعم يجاب عنها بما يلى:


(١) الآية ٦٤٠ النحل مع آية ٣٩ من نفس السورة {ليبين لهم الذى يختلفون فيه وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين} ٠
(٢) ينظر: منزلة السنة من الكتاب للأستاذ محمد سعيد منصور ص٤٦٩، ٤٧٠، وحجية السنة للدكتور عبد الغنى عبد الخالق ص٤٤٤، ٤٤٥.
(٣) يراجع: كلام صالح الوردانى ص٣٣٩.

<<  <   >  >>