للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال عز وجل: {إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم} (١) فتأمل كاف الخطاب المراد بها شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم، هل يفسرها الأدعياء هنا بالقرآن؟ وتأمل كيف أن بيعة الرضوان، وكل ما حدث فيها من أوامر ونواهى، من رسول الله صلى الله عليه وسلم، خارج القرآن، وطاعة الصحابة رضى الله عنهم لتلك الأوامر والنواهى! (٢) وكيف وصفت تلك البيعة البيعة بأنها مبايعة لله تعالى، وأن يده فوق أيدى أصحاب البيعة! مما يفيد أن مبايعة رسول الله، مبايعة لله، وطاعته طاعته، وأن كل ما يصدر عن النبى صلى الله عليه وسلم، خارج القرآن، هو بإذن الله؛ بوحى غير متلو فى السنة المطهرة، مما يجب الامتثال له، حيث يرضاه الله تعالى وتأمل: {لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة} (٣) فإنها تؤيد ما سبق، حيث أن رضاه عز وجل عم الأشخاص الذين أطاعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى البيعة، كما عم رضاه سبحانه مكان مبايعتهم.

وقال تعالى: {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما آراك الله} (٤) فالآية صريحة فى توجيه الخطاب إلى شخص النبى محمد صلى الله عليه وسلم، "إليك" "لتحكم" "أراك" فهل يزعم أعداء رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن الخطاب فى الآية للقرآن وليس لشخصه الكريم؟!.


(١) الآية ١٠ الفتح.
(٢) ينظر: قصة البيعة فى: صحيح البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب الشروط، باب الشروط فى الحرب، والمصالحة مع أهل الحرب ... الخ ٥/٣٩٠ رقمى ٢٧٣١، ٢٧٣٢، ومسلم (بشرح= =النووى) كتاب الجهاد، باب صلح الحديبية ٦/٣٧٧ رقم ١٧٨٥ من حديث سهل بن حنيف رضى الله عنه.
(٣) الآية ١٨ الفتح. وينظر: دلالة القرآن المبين لعبد الله الغمارى ص١٣٢، ١٣٣.
(٤) الآية ١٠٥ النساء.

<<  <   >  >>