للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأختم المطاف من الآيات الدالة على وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم طاعة مطلقة فيما يأمر به، وينهى عنه، بقوله عز وجل: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} (١) وهناك آيات كثيرة لم أتعرض لذكرها خشية الإطالة. فإذا انتقلنا بعد ذلك إلى الآيات التى تحذر من معصية الرسول صلى الله عليه وسلم، وتنهى عن مخالفته تجدها كثيرة، وأشير إلى بعضها فيما يلى:

قال سبحانه: {وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين} (٢) فهذا التحذير الشديد من رب العزة: "واحذروا" "فإن توليتم" يدل على خطورة الإعراض والمخالفة، وأن النبى صلى الله عليه وسلم، لن يتضرر هو نفسه بإعراض من أعرض، لأنه صلى الله عليه وسلم ما عليه إلا البلاغ المبين، وقد أبلغ، وقد بين، وأشهدعلى ذلك، وإنما الذى يتضرر هو المعرض المخالف العاصى وإذا عرف العاقل المدرك، أن الذى يتوعد ويحذر هو ربه عز وجل، فكيف يكون تمسكه بطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم؟!.


(١) الآية ٧ الحشر. وقد استدل بهذه الآية على أن ما جاء به النبى صلى الله عليه وسلم حجة تجب طاعته فيه، ابن مسعود. ينظر: صحيح البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب التفسير، باب وما آتاكم الرسول فخذوه ٨/٤٩٨ رقم ٤٨٨٦، كما استدل بها أيضاً عمران بن حصين، ينظر: دلائل النبوة للبيهقى ١/٢٥، ٢٦، ومفتاح الجنة فى الاحتجاج بالسنة للسيوطى ص٢١، واستشهد بالآية أيضاً الإمام الشافعى على حجية قول الرسول وطاعته. ينظر: مناقب الإمام الشافعى لفخر الدين الرازى ص٣٠٤، والفقيه والمتفقه للخطيب ١/٤٤٥ رقم ٤٦٨.
(٢) الآية ٩٢ المائدة.

<<  <   >  >>