للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن عائشة رضى الله عنها أن الحارث بن هشام رضى الله عنهما (١) سُأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحياناً يأتينى مثل صلصلة (٢) الجرس، وهو أشده على فيفصم عنى، وقد وعيت عنه ما قال، وأحياناً يتمثل لى الملك رجلاً فيكلمنى فأعى ما يقول" (٣) وهذه الصلصلة أو الدوى هو صوت الملك بالوحي، ولا تعارض بينهما.

قال ابن حجر (٤) : "فدوى النحل لا يعارض صلصلة الجرس، لأن سماع الدوى بالنسبة إلى الحاضرين، كما قال عمر: يسمع عنده كدوى النحل، والصلصلة بالنسبة للنبى صلى الله عليه وسلم، فشبهه عمر بدوى النحل بالنسبة إلى السامعين، وشبهه هو صلى الله عليه وسلم بصلصلة الجرس بالنسبة إلى مقامه" (٥) .


(١) صحابى جليل له ترجمة فى: تاريخ الصحابة ص٦٩ رقم ٢٣٩، وأسد الغابة ١/٦٤٣ رقم ٩٧٩، والاستيعاب ١/٣٠١ رقم ٤٤٠.
(٢) هى صوت الحديد إذا حرك، ثم أطلق على كل صوت له طنين. ينظر: النهاية فى غريب الحديث ٣/٤٣، وفتح البارى ١/٢٧ رقم ٢.
(٣) أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب بدء الوحي ١/٢٥، ٢٦ رقم ٢، ومسلم (بشرح النووى) كتاب الفضائل، باب عرق النبى صلى الله عليه وسلم فى البرد، وحين يأتيه الوحي ٨/٩٧ رقم ٢٣٣٣.
(٤) هو: أحمد بن على بن محمد العسقلانى، أبو الفضل، أصله من عسقلان بفلسطين، ولكنه ولد بالقاهرة، حافظ أهل زمانه، وواحد وقته وأوانه، من مصنفاته النفيسة التى عم النفع بها "فتح البارى بشرح صحيح البخارى" و"الإصابة فى معرفة الصحابة" وغير ذلك مات سنة ٨٥٢هـ له ترجمة فى: الضوء اللامع للسخاوى ٢/٣٦ رقم ١٠٤، وطبقات الحفاظ للسيوطى ص٥٥٢ رقم ١١٩٠، وشذرات الذهب لابن العماد ٧/٢٧٠، والبدر الطالع للشوكانى ١/٨٧ رقم ٥١.
(٥) فتح البارى ١/٢٧ رقم ٢.

<<  <   >  >>