للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقيل: ثقله على الكافرين والمنافقين بإعجازه ووعيده، وقيل غير ذلك (١) .

... وفى تفسير القرطبى: قولاً ثقيلاً: صلاة الليل! أى سنلقى عليك بافتراض صلاة الليل قولاً ثقيلاً يثقل حمله، لأن الليل للمنام، فمن أمر بقيام أكثره لم يتهيأ له ذلك إلا بحمل شديد على النفس، ومجاهدة للشيطان فهو أمر يثقل على العبد" (٢) .

... وفى تفسير القرآن العظيم لابن كثير: ثقيلاً: أى ثقيل وقت نزوله من عظمته، ثم ساق الروايات السابقة التى تبين أحوال النبى صلى الله عليه وسلم وقت نزول الوحي عليه" (٣) .

... ومن كل ما سبق من أوجه التفسير، يتبين لك كيف أن التفسير الذى اعتمد على المأثور من سنة النبى صلى الله عليه وسلم، وسيرته العطرة، كان من أقرب وأقوى التفاسير فى تيسير فهم الآية، مع صحة بقية الأوجه الأخرى فى تفسيرها.

وتبدو أهمية السيرة العطرة فى فهم القرآن الكريم من خلال الاستعانة بها فى تقييد مطلق الآيات القرآنية، أو تخصيص عامها؛ وهذه ناحية هامة جداً يترتب عليها كثير من الأحكام الشرعية.

أ- فمثال تخصيص السيرة العطرة لعام القرآن الكريم: قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤسكم وأرجلكم إلى الكعبين} (٤) فالظاهر من قوله تعالى: "وأرجلكم" الأمر بغسل الرجلين على قراءة النصب عطفاً على قوله تعالى "فاغسلوا وجوهكم وأيديكم" وهو الواجب أيضاً على قراءة الخفض عطفاً على قوله {وامسحوا برؤسكم} فالمراد بمسح الرجلين غسلهما (٥) .


(١) روح المعانى ٢٩/١٠٤.
(٢) الجامع لأحكام القرآن ١٩/٣٧.
(٣) تفسير القرآن العظيم ٨/٢٧٧.
(٤) اٍلآية ٦ المائدة.
(٥) ينظر: تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٣/٥٤، ٤٩.

<<  <   >  >>