للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال فضيلة الدكتور عبد المهدى عبد القادر: "ويظهر لى من كلام جابر هذا أن جابراً استدل على شرعية العزل بتقرير الله سبحانه وتعالى (١) وعليه فجابر يرى أن الوحي لا يقتصر على مراقبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يراقب الأمة كلها، فأيما فعل فعلوه مخالفاً الإسلام نبه الوحي عليه، وأيما فعل فعلوه زمن الوحي وأقرهم عليه الوحي فهو من الإسلام" (٢) وهذا هو الذى يفيده أيضاً ما رواه ابن سعد فى الطبقات عن الواقدى عن شيوخه قال: قد قتل مجذر بن ذياد، سويد بن الصامت، فى وقعة التقيا فيها فى الجاهلية. فظفر المجذر بسويد فقتله، وذلك قبل الإسلام. فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أسلم الحارث بن سويد (٣) ومجذر بن زياد (٤) وشهدا بدراً. فجعل الحارث يطلب مجذراً ليقتله بأبيه، فلا يقدر عليه.

... فلما كان يوم أحد وجال المسلمون تلك الجولة، أتاه الحارث من خلفه، فضرب عنقه. فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من حمراء الأسد، أتاه جبريل، فأخبره أن الحارث بن سويد قتل مجذر بن زياد غيلة، وأمره أن يقتله... الحديث" (٥) .

... قال ابن الأثير: اتفق أهل النقل على أن الحارث بن سويد هو الذى قتل المجذر بن زياد. فقتله النبى صلى الله عليه وسلم (٦) .


(١) وإن كان ابن دقيق العيد استغربه فقال: استدلال جابر بالتقرير من الله غريب. فتح البارى ٩/٢١٦ أرقام ٥٢٠٧ – ٥٢٠٩.
(٢) المدخل إلى السنة النبوية ص٧٢.
(٣) له ترجمة فى: أسد الغابة ١/٦١٣ رقم ٨٩٩، والإصابة ١/٢٨٠ رقم ١٤٢٣.
(٤) له ترجمة فى: تجريد أسماء الصحابة ٢/٥١، وأسد الغابة ٥/٥٩ رقم ٤٦٧٧، والاستيعاب ٤/١٤٥٩ رقم ٢٥٢٠، وتاريخ الصحابة ص٢٣٨ رقم ١٣٠٥.
(٥) الطبقات الكبرى ٣/٥٥٢.
(٦) أسد الغابة ١/٦١٣ ترجمة الحارث بن سويد رقم ٨٩٩.

<<  <   >  >>