للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. فإذا كانت آية المائدة نزلت فى غزو المريسيع سنة خمس، وقيل سنة ست هجرية، ومسحه صلى الله عليه وسلم كان فى غزوة تبوك سنة تسع هجرية على ما جاء فى رواية المغيرة بن شعبة (١) فإن هذا يدل على أن فعله صلى الله عليه وسلم محكم وأنه مع الآية الكريمة يخصص عمومها.

... قال الإمام النووى (٢) : "فلو كان إسلام جرير متقدماً على نزول المائدة لاحتمل كون حديثه فى مسح الخفين منسوخاً بآية المائدة، فلما كان إسلامه متأخراً علمنا أن حديثه يعمل به، وهو مبين أن المراد بآية المائدة غير صاحب الخف، فتكون السنة المطهرة مخصصة لعموم الآية" (٣) .


(١) فعنه قال: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب لحاجته فى غزوة تبوك، قال المغيرة: فذهبت معه بماء، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسكبت عليه الماء، فغسل وجهه، ثم ذهب يخرج يديه من كمى جبته، فلم يستطع من ضيق كمى الجبة، فأخرجهما من تحت الجبة، فغسل يديه، ومسح برأسه، ومسح على الخفين" أخرجه مالك فى الموطأ كتاب الطهارة، باب المسح على الخفين ١/٥٩ رقم ٤١، والبخارى (بشرح فتح البارى) كتاب المغازى، ٧/ ٧٣١ رقم ٤٤٢١، ومسلم (بشرح النووى) كتاب الطهارة، باب المسح على الخفين ٢/١٦٨ رقم ٢٧٤، وينظر: فتح البارى ١/٣٦٨ رقم ٢٠٣، وشرح الزرقانى على الموطأ ١/٩٦ رقم ٧٠.
(٢) هو أبو زكريا، يحيى بن شرف الحوارنى، الشافعى، كان إماماً حافظاً متفناً، صاحب تصانيف نافعة فى الحديث، والفقه، وغيرها "كشرح مسلم" و"شرح المهذب" و"المبهمات" وغير ذلك مات سنة ٦٧٦هـ له ترجمة فى: تذكرة الحفاظ ٤/١٤٧٠ رقم ١١٦٢، وشذرات الذهب ٥/٣٤٥، وطبقات الشافعية لابن كثير ٢/٩٠٩.
(٣) المنهاج شرح مسلم ٢/١٧٠ رقم ٢٧٢.

<<  <   >  >>