للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. فرب العزة هو الآمر لعباده بوجوب الإيمان به صلى الله عليه وسلم، وتصديقه فى كل ما يخبر به من الوحي الإلهى (متلو من القرآن، أو غير متلو من السنة) قال تعالى: {فآمنوا بالله ورسوله والنور الذى أنزلنا والله بما تعملون خبير} (١) وقال سبحانه: {فآمنوا بالله ورسوله النبى الأمى الذى يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون} (٢) فالإيمان بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم واجب متعين لا يتم إيمان إلا به، ولا يصح إسلام إلا معه لقوله تعالى: {ومن لم يؤمن بالله ورسوله فإنا أعتدنا للكافرين سعيراً} (٣) .

... فهل يصح من مخلوق بعد ذلك أن يزعم أن الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم، والربط بين الإيمان به، والإيمان بالله عز وجل شرك؟! كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً.

وإذا وجب الإيمان به صلى الله عليه وسلم، وجب تصديقه وطاعته فيما جاء به من الكتاب والسنة، لأن ذلك مما أمرنا به المولى عز وجل فى آيات عدة منها: قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول} (٤) وقال سبحانه: {ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً} (٥) .

... فتأمل كيف جعل رب العزة طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم طاعته، وقرن طاعته عز وجل بطاعته صلى الله عليه وسلم، ووعد على ذلك بجزيل الثواب، وأوعد على مخالفته بسوء العقاب، وأوجب امتثال أمره، واجتناب نهيه.

...


(١) الآية ٨ التغابن.
(٢) الآية ١٥٨ الأعراف.
(٣) الآية ١٣ الفتح، وينظر: الشفا ٢/٢.
(٤) الآية ٥٩ النساء.
(٥) الآية ٦٩ النساء.

<<  <   >  >>