للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. إن هذه الجملة: "إنكم أحب الناس إلى" قالها المعصوم صلى الله عليه وسلم: منقبة للأنصار، حيث جعل حبهم من علامات الإيمان، وبغضهم من علامات النفاق، فقال صلى الله عليه وسلم: "الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق، فمن أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله" (١) وفى رواية: "آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار" (٢) .

... قال الحافظ ابن حجر: وخصموا بهذه المنقبة العظمى، لما فازوا به دون غيرهم من القبائل من إيواء النبى صلى الله عليه وسلم، ومن معه، والقيام بأمرهم، ومواساتهم بأنفسهم وأموالهم، وإيثارهم إياهم فى كثير من الأمور على أنفسهم، فكان صنيعهم لذلك موجباً لمعاداتهم، جميع الفرق الموجودين من عرب وعجم، والعداوة تجر البغض، ثم كان ما اختصوا به مما ذكر موجباً للحسد، والحسد يجر البغض، فلهذا جاء التحذير من بغضهم، والترغيب فى حبهم، حتى جعل ذلك آية الإيمان والنفاق، تنويهاً بعظيم فضلهم، وتنبيهاً على كريم فعلهم، وإن كان من شاركهم فى معنى ذلك مشاركاً لهم فى الفضل المذكور، كل بقسطه" (٣) .


(١) أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب مناقب الأنصار، باب حب الأنصار من الإيمان ٧/١٤١ رقم ٣٧٨٣، ومسلم (بشرح النووى) كتاب الإيمان، باب الدليل على أن حب الأنصار وعلى رضى الله عنهم من الإيمان وعلاماته، وبغضهم من علامات النفاق ١/٣٤٠ رقم ٧٥ من حديث البراء بن عازب رضى الله عنه.
(٢) أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) فى الأماكن السابقة نفسها برقم ٣٧٨٤، وفى كتاب الإيمان، باب علامة الإيمان حب الأنصار ١/٨٠ رقم ١٧، ومسلم (بشرح النووى) فى الأماكن السابقة نفسها برقم ١٢٨ من حديث أنس بن مالك رضى الله عنه.
(٣) فتح البارى ١/٨١ رقم ١٧.

<<  <   >  >>