.. بالحديثان السابقان طعن أعداء السنة، فى عدالة الإمام البخارى، وفى صحيحه الجامع، وزعموا أن الروايات السابقة يلزم منها؛ الطعن فى عصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى سلوكه، وفى خلقه العظيم.
... يقول أحمد صبحى منصور:"يريدنا البخارى أن نصدق أن بيوت النبى التى كانت مقصداً للضيوف، كانت لا تكفيه، وأنه كان يترك نسائه بعد الطواف عليهن، ليذهب للقيلولة عند امرأة أخرى، وأثناء نومه كانت تقوم تلك المرأة بجمع عرقه وشعره، وكيف كان يحدث ذلك... يريدنا البخارى أن نتخيل الإجابة.. ونعوذ بالله من هذا الإفك... ثم يؤكد البخارى على هذا الزعم الباطل بحديث أم حرام ... الذى تضمن كثيراً من الإيحاءات والإشارات المقصودة، لتجعل القارئ يتشكك فى أخلاق النبى؛ فيفترى الراوى: كيف كانت تلك المرأة تطعمه، وتفلى رأسه، وينام عندها، ثم يستيقظ ضاحكاً ويتحادثان نعوذ بالله من الافتراء على رسول الله... ويتركنا البخارى بعد هذه الإيحاءات المكشوفة، نتخيل من معنى أن يخلو رجل بامرأة متزوجة فى بيتها، وفى غيبة زوجها، وأنها تطعمه، وتفلى له رأسه، أى أن الكلفة قد زالت بينهما تماماً، وأنها تعامله، كما تعامل زوجها.. ثم يقول: "وجعلت تفلى له رأسه، فنام رسول الله ثم استيقظ" ولابد أن القارئ سيسأل ببراءة ... وأين نام النبى وكيف نام، وتلك المرأة تفلى له رأسه، وآلاف الأسئلة تدور حول هدف واحد هو ما قصده البخارى بالضبط"(١) .
... ويجاب عن ما سبق بما يلى:
(١) لماذا القرآن ص٩٢ - ٩٤، وقراءة فى صحيح البخارى ص٤١ - ٤٦ كلاهما لأحمد صبحى منصور وينظر: دين السلطان لنيازى عز الدين ص٥٣٠، والخدعة رحلتى من السنة إلى الشيعة ص٧٣، ٧٥، وأهل السنة شعب الله المختار ص٢٧٢، ودفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين ص٦١ - ١٢٤، ثلاثتهم لصالح الوردانى، والسلطة فى الإسلام لعبد الجواد ياسين ص٢٦٨، ٢٦٩.