للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. وذلك هو ما دل عليه حديثنا "عدله صلى الله عليه وسلم بين نسائه فى القسم" كما قالت أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يفضل بعضنا على بعض فى القسم من مكثه عندنا، وكان قل يوم يأتى إلا وهو يطوف علينا جميعاً فيدنوا من كل امرأة من غير مسيس حتى يبلغ التى هو يومها فيبيت عندها" (١) .

... وهذا الحديث نص صريح يبين لنا حقيقة طوافه صلى الله عليه وسلم على نسائه جميعاً فى الساعة الوحدة من الليل والنهار.

... إنه طواف حب، ومداعبة، بدون جماع، حتى يبلغ إلى التى هو يومها فيبيت عندها، كما هو ظاهر كلام عائشة رضى الله عنها.

... ولا يتعارض مع ظاهر حديث أنس رضى الله عنه، فى أن حقيقة طوافه صلى الله عليه وسلم على نسائه جميعاً بجماع.

... إذ الجمع بينهما حينئذ يكون، بحمل المطلق فى كلام أنس على المقيد فى كلام عائشة ووجه آخر: بحمل كلام عائشة على الغالب، وكلام أنس على القليل النادر، فلا مانع من أنه صلى الله عليه وسلم إذا طاف على نسائه جميعاً فى بعض الأحيان يكون بجماعهن جميعاً، وتكون له صلى الله عليه وسلم القدرة على ذلك، لم اختصه الله به من القوة وكثرة الجماع، وهو صريح قوله صلى الله عليه وسلم: "فضلت على الناس بأربع: كثرة الجماع، وشدة البطش... الحديث (٢) .


(١) أخرجه أبو داود فى سننه كتاب النكاح، باب القسمة بين النساء ٢/٢٤٢ رقم ٢١٣٥ وفيه عبد الرحمن بن أبى الزناد (صدوق) كما قال فيه الحافظ فى تقريب التهذيب ١/٥٦٩ رقم ٣٨٧٥ وبقية رجاله ثقات – فالإسناد حسن أهـ.
(٢) سبق تخريجه ص٤٦٢.

<<  <   >  >>