للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فعن عائشة رضى الله عنها، قالت: "ما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء قط فدخل على، إلا صلى أربع ركعات، أو ست ركعات (١) ثم يأوى إلى فراشه فهذا تأكيد من زوجته عائشة، بأنه صلى الله عليه وسلم، ما ترك قيام الليل، منذ دخل عليها.

وتحكى عائشة رضى الله عنها، أنها: "افتقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذات ليلة تقول: فظننت أنه ذهب إلى بعض نسائه، فتحسست، ثم رجعت، فإذا هو راكع، أو ساجد، يقول: سبحانك وبحمدك، لا إله إلا أنت، تقول: فقلت: بأبى وأمى، إنك لفى شأن، وإنى لفى آخر" (٢) تعنى: أنها غارت حيث افتقدته، وظنت أنه ذهب إلى بعض نسائه، ولكن إذ بها تجده قائماً بين يدى ربه عز وجل يناجيه.

وتوضح عائشة رضى الله عنها، كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يجمع بين حق الله تعالى فى قيام الليل، وبين حق أهل بيته وحقه، فتقول: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ينام أول الليل، ويحى آخره، ثم إن كانت له حاجة إلى أهله قضى حاجته ثم ينام، فإذا كان عند النداء الأول قالت: وثب (٣) ولا والله: ما قالت قام، فأفاض عليه الماء، ولا والله: ما قالت: اغتسل. وأنا أعلم ما تريد، وإن لم يكن جنباً توضأ وضوء الرجل للصلاة. ثم صلى الركعتين" (٤) .


(١) أخرجه أبو داود فى سننه كتاب الصلاة، باب الصلاة بعد العشاء ٢/٣١ رقم ١٣٠٣ وفيه زيد بن الحباب العكلى "صدوق" كما قال الحافظ فى تقريب التهذيب ١/٣٢٧ رقم ٢١٣٠ وبقية رجاله ثقات – فالإسناد حسن.
(٢) أخرجه النسائى فى سننه الكبرى. كتاب عشرة النساء، باب الغيرة ٥/٢٨٧ رقم ٨٩١٠ ورجاله كلهم ثقات – فالإسناد صحيح.
(٣) أى: قام بسرعة اهتماماً بالعبادة، والإقبال عليها بنشاط.
(٤) أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب صلاة المسافرين، باب صلاة الليل وعدد ركعات النبى صلى الله عليه وسلم فى الليل ٣/٢٧٢ رقم ٧٣٩.

<<  <   >  >>