وحتى عندما زار أم سليم، وأم حرام، وبات عندهما، لم يمنعه ذلك من قيام الليل على ما جاء فى رواية أنس بن مالك رضى الله عنه قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى بيت أم سليم، وأم سليم، وأم حرام خلفنا، ولا أعلمه إلا قال: أقامنى عن يمينه" (١) .
وبعد: فهل قصر رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع طوافه على نسائه جميعاً فى ساعة واحدة من الليل أو النهار فى قيام الليل؟.
أو هل تعارض حديث طوافه مع كتاب الله عز وجل، كما يزعم أعداء السيرة العطرة؟.
إن حديث طوافه صلى الله عليه وسلم، على نسائه جميعاً، يبين بياناً عملياً على ما سبق؛ القرآن الكريم {وعاشروهن بالمعروف} ويبين البيان العملى لخيرية وكمال أخلاقه وعصمته مع أهل بيته، كما قال: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلى" إنه يبين كمال رأفته، وحبه، وعدله مع أهل بيته، كما صرحت بذلك عائشة رضى الله عنها "لا يفضل بعضنا على بعض فى القسم، من مكثه عندنا، وكان قل يوم يأتى إلا وهو يطوف علينا جميعاً، فيدنوا من كل امرأة من غير مسيس حتى يبلغ إلى التى هو يومها، فيبيت عندها".
كما أن الحديث يبين ما اختص به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفضل به على سائر الناس من "قوة أربعين رجلاً فى البطش والجماع" والأمر هنا: ليس من عند نفسه، ولا من عند رواة السنة – رحمهم الله – وإنما من عند ربه عز وجل، وهو ما يفيده مجئ لفظ "أعطيت" بالبناء للمجهول. فتأمل.
كما أنه ليس فى كثرة جماعه دليل على (هوسه بالجماع) على حد زعم أعداءه وأعداء عصمته صلى الله عليه وسلم؟.