للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. يقول أحمد صبحى منصور: "فالبخارى هنا يسند تلك الروايات لأمهات المؤمنين ليجعلهن شهود على أن النبى كان يباشرهن وهن حائضات، ويجعل عائشة فى إحدى الروايات تشير إلى خصوصية النبى الجنسية – فى زعمه – بقولها: "وأيكم يملك إربه كما كان النبى يملك إربه".

... وفى روايات أخرى يجعل البخارى من النبى ملازماً لنسائه لا يفترق عنهن حتى فى المحيض. فيروى أن أم سلمة قالت: "بينما أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعة فى خميصة (١) إذ حضت، فانسللت (٢) فأخذت ثياب حيضتى، قال: أنفست؟ (٣) قلت: نعم. فدعانى فاضطجعت معه فى الخميلة" (٤) .


(١) بفتح الخاء المعجمة، وبالصاد المهملة، كساء أسود له أعلام يكون من صوف وغيره، وأصحاب يحيى ثم أصحاب هشام، كلهم قالوا: خميلة باللام بدل الصاد، وهو موافق لما فى آخر الحديث، قيل: الخميلة. القطيفة، وقيل الطنفسة. وقال الخليل: الخميلة ثوب له خمل أى هدب، وعلى هذا لا منافاة بين الخميصة والخميلة، فكأنها كانت كساء أسود لها أهداب أهـ. ينظر: فتح البارى ١/٤٨٠ رقم ٢٩٨، والنهاية فى غريب الحديث ٢/٧٦.
(٢) بلامين: الأولى مفتوحة، والثانية ساكنة، أى: ذهبت فى خفية بتأن وتدريج أهـ النهاية ٢/٣٥٢.
(٣) بفتح النون، وكسر الفاء، أى: أحضت يقال: نفست المرأة إذا حاضت، ونفست بضم النون من النفاس، قال الحافظ ابن حجر، وهذا قول كثير من أهل اللغة، لكن حكى أبو حاتم عن الأصمعى قال يقال نفست المرأة فى الحيض والولادة، بضم النون فيهما، قال: وقد ثبت فى روايتنا بالوجهين. فتح النون وضمها أهـ فتح البارى ١/٤٨١ رقم ٢٩٨.
(٤) أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب الحيض، باب من سمى النفاس حيضاً ١/٤٨٠ رقم ٢٩٨، ومسلم (بشرح النووى) كتاب الحيض، باب الاضطجاع مع الحائض فى لحاف واحد ٢/٢١٠ رقم ٢٩٦.

<<  <   >  >>