للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رابعاً: إن حديثنا يبين عصمة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فى سلوكه وهديه، ويبين ما كان عليه من الرأفة، والرحمة، وحسن الخلق، والمعاشرة بالمعروف مع أهل بيته امتثالاً لقوله تعالى: {وعاشروهن بالمعروف} (١) وخصوصاً إذا كان أهل بيته صغار السن كعائشة القائلة على ما جاء فى رواية مسلم فى ختام حديثنا "فاقدروا قدر الجارية، الحديثة السن، حريصة على اللهو" (٢) .

... ولذا لما رأت بعض الحبشة يرقصن فى المسجد، والصبيان حولهم يشاهدون، التمست من رسول الله صلى الله عليه وسلم، النظر إليهم، فأذن لهى، على ما جاء فى رواية مسلم فى حديثنا: "قالت: للعابين، وددت أنى أراهم قالت: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقمت على الباب أنظر بين أذنيه وعاتقه. وهم يلعبون فى المسجد".


(١) جزء من الآية ١٩ النساء.
(٢) وفى الحديث عنها قالت: كنت ألعب بالبنات، فربما دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصواحباتى عندى، فإذا رأين رسول الله صلى الله عليه وسلم فررن، فيقول صلى الله عليه وسلم: كما أنت، وكما أنتن" أخرجه النسائى فى سننه الكبرى، كتاب عشرة النساء، باب إباحة الرجل اللعب لزوجته بالبنات ٥/٣٠٦ رقم ٨٩٤٧، والبخارى (بشرح فتح البارى) كتاب الأدب، باب الانبساط إلى الناس ١٠/٥٤٣ رقم ٦١٣٠، ومسلم (بشرح النووى) كتاب فضائل الصحابة، باب فضل عائشة ٨/٢١٨ رقم ٢٤٤٠، وينظر: حديث مسابقته صلى الله عليه وسلم لعائشة فى السنن الكبرى للنسائى كتاب عشرة النساء، باب مسابقة الرجل زوجته ٥/٣٠٣ رقم ٨٩٤٢.

<<  <   >  >>