للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. حيث بين حديثنا للأمة أن حسن الخلق فى تطييب قلوب النساء والصبيان بمشاهدة اللعب، أحسن من خشونة الزهد، والتقشف فى الامتناع والمنع منه؛ وخاصة فى أيام العيد، ويقاس على أيام العيد سائر أسباب الفرح، مما يجوز به الفرح شرعاً، شريطة أن يكون هذا اللعب واللهو مما لا معصية فيه، ففى الحديث: "كل شئ ليس فيه ذكر الله، فهو لهو ولعب، إلا أربع، ملاعبة الرجل امرأته، وتأديب الرجل فرسه، ومشيه بين الغرضين (١) وتعليم الرجل السباحة" (٢) .

... كما أن حديثنا بياناً عملياً لقوله تعالى: {فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه} (٣) حيث أفاد إقراره صلى الله عليه وسلم، للحبشة اللعب فى المسجد، أن كل ما فيه منفعة للدين وأهله، إذا وقع فى بيت الله عز جل، فلا يعارض الآية الكريمة، كما لا يعد انتهاك لحرمة المسجد.

... فهنيئاً لمن اقتدى به صلى الله عليه وسلم، وامتثل لهديه مع أهل بيته، فكان من أكمل المؤمنين إيماناً بحسن خلقه، ولطفه بأهل بيته أهـ.

والله تبارك وتعالى أعلى وأعلم


(١) أى: بين الهدفين فى تعلم الرماية، أو عند التحام القتال. ينظر: النهاية ٣/٣٢٣.
(٢) أخرجه النسائى فى سننه الكبرى. كتاب عشرة النساء، باب ملاعبة الرجل زوجته ٥/٣٠٢ رقم ٨٩٣٩، والطبرانى فى الأوسط ٨/١١٨ رقم ٨١٤٧، وقال الهيثمى فى مجمع الزوائد ٥/٢٦٩ رجاله رجال الصحيح، خلا عبد الوهاب بن بخت وهو ثقة، وذكر شواهد أخرى للحديث منها عن أبى هريرة رضى الله عنه، أخرجه الطبرانى فى الأوسط ٥/٢٧٨ رقم ٥٣٠٩ وقال فيه سويد بن عبد العزيز، قال أحمد متروك، وضعفه الجمهور، ووثقه دحيم، وبقية رجاله ثقات، وعن عمر بن الخطاب رضى الله عنه، أخرجه الطبرانى فى الأوسط ٧/١٧٠ رقم ٧١٨٣، وقال فيه المنذر بن زياد الطائى وهو ضعيف أهـ، ينظر: مجمع الزوائد ٥/٢٦٩.
(٣) الآية ٣٦ النور.

<<  <   >  >>