للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. ولقد تكررت هذه الآية فى القرآن مرتين، فيهما "واغلظ عليهم" ولا مانع من أن يكون، من هذا الإغلاظ سبهم ولعنهم، بدليل ما ورد فى السنة المطهرة، من أنه صلى الله عليه وسلم، كان يدعو على رجال من المشركين، يسميهم بأسمائهم حتى أنزل الله تعالى: {ليس لك من الأمر شئ أو يتوب الله عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون} (١) وليس فى الآية الكريمة نهى عن اللعن، وإنما النهى حسب سبب النزول، عن تعيين أسماء من يلعنهم، لعل الله أن يتوب عليهم (٢) أو يعذبهم فى الدنيا بقتلهم، وفى الآخرة بالعذاب الأليم، فإنهم ظالمون.

... وتأمل ختام الآية: {فإنهم ظالمون} والظالمون لعنهم رب العزة بصفتهم دون أسمائهم فى أكثر من آية منها:

قوله تعالى: {فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين} (٣) .

وقوله عز وجل: {ألا لعنة الله على الظالمين} (٤) .


(١) الآية ١٢٨ آل عمران. وينظر: حديث ابن عمر فى صحيح البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب المغازى باب {ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاساً} ٧/٤٢٢ رقم ٤٠٦٩، وحديث أبى هريرة رضى الله عنه فى كتاب التفسير، باب "ليس لك من الأمر شئ" ٨/٧٤ رقم ٤٥٦٠.
(٢) وهو ما حدث فعلاً. فعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد: اللهم العن أبا سفيان، اللهم العن الحارث بن هشام. اللهم العن صفوان بن أمية، قال: فنزلت: {ليس لك من الأمر شئئ... الآية فتاب الله عليهم، فأسلموا فحسن إسلامهم} أخرجه الترمذى فى سننه كتاب التفسير، باب سورة آل عمران ٥/٢١٢ رقم ٣٠٠٤ وقال: حسن غريب.
(٣) الآية ٤٤ الأعراف.
(٤) الآية ١٨ هود.

<<  <   >  >>