للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. شب رسول الله صلى الله عليه وسلم، يحفظه الله عز وجل، ويعصمه من أقذار الجاهلية ومعائبها، ويتحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مظاهر عصمة الله عز وجل له فى صغره، وقبل النبوة قائلاً:

١- "ما هممت بقبيح مما كان أهل الجاهلية يهمون بها إلا مرتين الدهر، كلتاهما يعصمنى الله عز وجل منها، قلت ليلة لفتى من قريش بأعلى مكة فى أغنام لأهلنا نرعاها: انظر غنمى حتى أسمر هذه الليلة بمكة كما يسمر الفتيان، قال: نعم فخرجت، فجئت أدنى دار من دور مكة، سمعت غناء وضرب دفوف وزمراً، فقلت: ما هذا؟ قالوا: فلان تزوج فلانة، لرجل من قريش تزوج امرأة من قريش، فلهوت بذلك الغناء، وبذلك الصوت حتى غلبتنى عينى، فما أيقظنى إلا مس الشمس، فرجعت إلى صاحبى فقال: ما فعلت؟ فأخبرته، ثم قلت له ليلة أخرى مثل ذلك، ففعل، فخرجت، فسمعت مثل ذلك، فقيل لى مثل ما قيل لى، فلهوت بما سمعت حتى غلبتنى عينى، فما أيقظنى إلا مس الشمس، ثم رجعت إلى صاحبى، فقال لى! ما فعلت؟ فقلت: ما فعلت شيئاً، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فوالله ما هممت بعدها بسوء مما يعمل أهل الجاهلية حتى أكرمنى الله عز وجل بنبوته" (١)


(١) أخرجه ابن حبان فى صحيحه (الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان) كتاب التاريخ، باب ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن النبى صلى الله عليه وسلم كان على دين قومه قبل أن يوحى إليه ١٤/ ١٦٩ رقم ٦٢٧٢، والحاكم فى المستدرك ٤/٢٧٣ رقم ٧٦١٩ وقال: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبى، وأخرجه البزار ورجاله ثقات كما قال الهيثمى فى مجمع الزوائد ٨/٢٢٦، وصححه جماعة من الأئمة غير من سبق ذكرهم. منهم ابن حزم فى الفصل فى الملل والنحل ٢/٣٢١، والقارى فى شرح الشفا ١/٢٩٩ والشهاب الخفاجى فى نسيم الرياض ١/٤٨٣، وابن حجر فى المطالب العالية ٤/١٧٨ رقم ٤٢٥٩، وقال: قال البوصيرى: رواه ابن إسحاق بإسناد حسن، وابن حبان فى صحيحه، ووافق= =ابن حجر، السيوطى فى الخصائص الكبرى ١/١٥٠، والحديث أخرجه أبو نعيم فى دلائل النبوة ١/١٨٦ رقم ١٢٨ واللفظ له، وأخرجه البيهقى فى دلائل النبوة ٢/٣٣، ٣٤، وذكره ابن كثير فى البداية والنهاية ٢/٢٦٧ من رواية البيهقى، وقال: هذا حديث غريب جداً، وقد يكون عن على بن أبى طالب نفسه، ويكون قوله فى آخره "حتى أكرمنى الله عز وجل بنبوته، مقحماً أهـ قلت: ما قاله الحافظ ابن كثير يرده، إخراج الأئمة للحديث مرفوعاً، وتصحيح بعض الأئمة له.

<<  <   >  >>