٤- عن أبي قَتَادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال {صوم عاشوراء يكفِّر السنة الماضية، وصومُ عرفةَ يكفِّر سنتين: الماضيةَ والمستقبَلةَ} رواه النَّسائي (٢٨٠٩) في السنن الكبرى وابن أبي شَيْبة وأبو داود وأحمد والبيهقي وابن حِبَّان. وسيأتي مزيد بيانٍ وبحثٍ للصوم في عاشوراء في بند منفصلٍ لاحقاً بإذن الله.
ب - صيامُ تسعٍ من ذي الحجة:
أي صيام الأيام التسعة الأولى من ذي الحجة، والعملُ الصالح، ومنه الصوم، في هذه الأيام التسعة أفضلُ من الجهاد في سبيل الله، إلا المجاهدَ يجود بنفسه وماله فيه. وقد أقسم الله سبحانه بالليالي العشر من ذي الحجة في الآيات الأربع الأولى من سورة الفجر بقوله {والفَجْرِ ? وليالٍ عَشْرٍ ? والشَّفعِ والوَتْرِ ? والليلِ إذا يَسْرِ ?} وقد روى الإمام أحمد (١٤٥٦٥) والنَّسائي والبزَّار والطبري وابن المنذر والبيهقي والحاكم وصححه عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال {إن العشر عشر الأضحى، والوتر يوم عرفة، والشفع يوم النحر} وهذه طائفة من الأحاديث تحثُّ على العمل الصالح فيها ومنه الصيام:
١- عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم {ما من أيامٍ العملُ الصالحُ فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيام يعني العشر، قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء} رواه ابن ماجة (١٧٢٧) وأبو داود وأحمد والدارمي والبيهقي. ورواه الترمذي وقال [حديث ابن عباس حديث حسن غريب صحيح] ورواه الطبراني في كتاب المعجم الأوسط (١٧٧٧) من طريق ابن مسعود، و (٤٣٩٨) من طريق أبي قَتَادة رضي الله عنهما.