...وفي المقابل ذهب أبو حنيفة ومالك إلى كراهة صيام هذه الأيام الستة. وقد جاء في الموطأ ما يلي [إنه – أي مالك - لم ير أحداً من أهل العلم والفقه يصومها، ولم يبلغني ذلك عن أحدٍ من السلف، وإن أهل العلم يكرهون ذلك ويخافون بدعته، وأن يُلحِق برمضان ما ليس منه أهلُ الجهالة والجفاء لو رأوا في ذلك رخصةً عند أهل العلم، ورأَوْهم يعملون ذلك] .
...وإني لأعجب حقاً مما ذهب إليه الإِمامان أبو حنيفة ومالك من كراهة صيام هذه الأيام الستة رغم النصوص الصريحة القطعية الدلالة على استحباب صيامها. وما قاله مالك في الموطأ من أنه لم ير أحداً من أهل العلم والفقه يصومها، وما قاله من أن أهل الجهالة ربما ألحقوا برمضان ما ليس منه، وما قاله أبو حنيفة ومالك من كراهة صومها بدعوى أنه ربما ظن الناس وجوبها عليهم، هي أقوالٌ في مقابلة النصوص فلا يُلتفت إليها، وهي من الضعف وسهولة الرد بحيث لا تحتاج إلى وقفة أطول، وغفر الله لهذين الإِمامين الجليلين.