للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

يورث بقول الله تعالى:

{مَا تَرَكَ} (١)، وكيف يصح أن يكون متروكًا بعد الموت وهو صفة من صفاته، وصفاته تبطل بموته من خيار وعلم (وحياة) (٢) وقدرة وغير ذلك. قال لنا فخر الإِسلام الشاشي (٣): هذا مزج الشرعيات بالعقليات، والشريعة لم تبن (٤) على هذا، فإِن الأحكام كلها إنما هي راجعة إلى قول (٥) الله تعالى، والحقوق التي أثبتها إنما هي ثابتة بإِثباته (٦)، لا بقول (٧) أحد من البشر ولا بفعله (٨) ولا بصفته (٩)، فهي تنتقل بنقل الله (١٠) لها من شخص إلى شخص. وفي الاستغناء لابن عبد الغفور (١١): لا شفعة للورثة ولا يرثونها (١٢)، وصرح المتيطي (١٣) بمشهورية (١٤) الأول، وعليه العمل


(١) النساء / جزء من آية ١١.
(٢) بياض في (ح).
(٣) أبو بكر محمد بن أحمد الشاشي الملقب بفخر الإِسلام تفقه على أبي منصور الطوسي، ولازم الشيخ أبا إسحاق وقرأ الشامل على ابن الصباغ وتفقه كذلك على الكازروني وغيرهم. من تآليفه: المعتمد، والترغيب والعمدة وغيرها. قال ابن السبكي إنه توفي سنة ٥٠٧ هـ وقال ابن هداية الله إن وفاته كانت سنة ٥٠٥ هـ. ممن ترجم له: ابن السبكي: طبقات الشافعية الكبرى ٦/ ٧٠ - ٧٨.
(٤) في الأصل و (أ): لم تبق تصحيف.
(٥) (ب): قوله.
(٦) سائر النسخ بإِثبات والتصويب من (ح).
(٧) (ب) لا يقال، تحريف.
(٨) في (ح) ولا بقول وفي (ب): ولا يفعله، تصحيف.
(٩) (ح): بصفة.
(١٠) (ب): إليه، تصحيف.
(١١) أبو القاسم خلف بن مسلمة بن عبد الغفور فقيه حافظ، ولي قضاء بلده. ألف كتاب الاستغناء في أدب القضاة والحكام، وهو كتاب كبير كثير الفائدة. توفي سنة ٤٤٠ هـ. ممن ترجم له: القاضي عياص: ترتيب المدارك ٨/ ٤٩، ابن فرحون: الديباج ١١٣، الحجوي: الفكر السامي ٢/ ٢١٠.
(١٢) (أ) يرثوها، تحريف.
(١٣) أبو الحسن علي بن عبد الله بن إبراهيم الأنصاري المعروف بالمتيطي نسبة إلى متيطة من أحواز الجزيرة الخضراء بالأندلس. قرأ بفاس، ومهر في كتابة الشروط والوثائق. ألف كتابًا كبيرًا في الوثائق سماه النهاية والتمام في معرفة الوثائق والأحكام، اختصره جماعة منهم ابن هارون وتوفي سنة ٥٧٠ هـ. ممن ترجم له: أحمد بابا: نيل الابتهاج ١٩٩، محمد بن مخلوف: شجرة النور ١/ ١٦٣، الحجوي: الفكر السامي ٢/ ٢٢٦.
(١٤) (ح) بمشهور، سهو.

<<  <   >  >>