الْمُتَوَكِّلِينَ} ١، كثيرًا ما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يشاور أصحابه، وهو الذي ينزل عليه الوحي من السماء، ومع ذلك ما استبد برأيه. فلا بد للداعية أن يسير على نهج نبيه وسيرة السلف الصالح من التأني والمشاورة، وعدم البت في أي موضوع إلا بعد دراسته من جميع الجوانب، ووضع الحلول المناسبة وتجنب السلبيات التي قد تعترض الطريق، إذا علم هذا فإنه يتأكد لديك أيها الداعية الكريم المشاورة، والرجوع إلى العلماء وأصحاب الحل، والعقد من المسئولين عن شئون الدعوة، ومعلوم أن الإنسان ضعيف بنفسه قوي باعتماده على ربه ومشاورته لإخوانه؛ لأنه مهما بلغ منالقوة والحنكة والخبرة وسداد الرأي إلا أنه يظل بحاجة إلى المشاورة، والاستفادة من آراء الآخرن وخبراتهم، ولوكانوا أقل منه علما، أو أصغر منه سنا أو أقل منه منزلة، فإذا كنت أيها الداعية تعمل موظفا حكوميًّا في مجال الدعوة، أو في مؤسسة إسلامية أو جماعة خيرية أن ترجع إلى المسئول، وتشاوره وتأخذ برأيه في جميع ما تعمل وتذر شريطة موافقته للكتاب، والسنة وأن تنفذ جميع ما يطلب منك في غير معصية الله سبحانه وتعالى، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، فعليك أن تبذل الجهد وتعمل ما يطلب منك بجد واجتهاد وإخلاص وتجرد، متوكلا في ذلك على الله، طالبا منه وحده العون والمدد، فهو وحده المعين والموفق، والهادي إلى سواء السبيل.