إن الدعوة الإسلامية من مقومات الدولة، وركيزة من ركائزها، بل هي أسس متن يقوم عليها بناء الدولة الإسلامية، وهي عرقها النابض، وسر نهضتها، ومصدر عزها وسعادتها، من هذا المنطلق كان من الضروري جدًّا الاهتمام بالدعوة الإسلامية داخل الدولة المسلمة، ودعمها وتوفير الحماية لها، دعمها بكل الإمكانات والمقومات الأساسية للرفع منها وتطويرها، بل وجعلها جزءًا لا يتجزأ من المنهج الداسي حتى يعرف الشباب الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة عن طريق العلم الشرعي المنضبط بالكتاب والسنة، فلا إفراط ولا تفريط، بل اعتدال وتوسط في الدعوة، والحركة الإسلامية فينشأ المجتمع سليم الفكر سليم المنهج سليم الاعتقاد، قوي الإيمان فقد كان هذا نهج الدولة الإسلامية الأولى بقيادة النبي -صلى الله عليه وسلم- في المدينة النبوية، فكانت مهمته الأولى وغايته الأساسية دعوة الناس الى الإسلام عقيدة، وشريعة ومنهج حياة، وإبلاغهم رسالة ربه، وكان ذلك هو الهدف الأول عند تأسيس الدولة الإسلامية. بل إنه -صلى الله عليه وسلم- لم يقتصر على دعوة القريبين منه فحسب، ولكنه أخذ يدعو ملوك ورؤساء الدولة المجاورة وغير المجاورة بعدة طرق ووسائل منها:
أولا: طريق البعوث والرسائل إلى الملوك والحكام، روى مسلم