وفي قصصهم عبرة، لا شك أن إيراد القصص بين فترة وأخرى مما يريح المستمع، ويجعله يتابع ولا يمل، وخاصة إذا كانت القصة تعبر عن الموضوع الذي يتحدث فيه الداعية، إذا كان واعظًا أو خطيبًا، والقرآن الكريم قد اهتم بإيراد القصص، وضرب الأمثال في غير ما موضع من القرآن الكريم، كما أن السنة المطهرة أبرزت هذا الموضوع في كثير من الأحاديث النبوية فكان فيها العبرة، والعظة التي لا تنسى، وإيراد القصة هي بمثابة التجربة في العمل، فنجد الطالب لو نسي كل شيء وغالبا ما ينسى، فإنه لا ينسى التجربة التي أجريت في المعمل أمامه، والقصص في القرآن الكريم كثيرة، وكثيرة جدًّا لا يمكن حصرها ولا الإحاطة بها في هذه العجالة، لكني أشير إلى بعض منها: مثل قصة يوسف وهي من أحسن القصص، وقصص بني إسرائيل مع أنبيائهم، وما أكثرها في القرآن الكريم، قصص الأنبياء مع أممهم، قصص بعض الصالحين، كالخضر، وشعيب، وذي القرنين، ولقمان وغيرهم كثير مما هو مذكور، ومبسوط في كتب التفاسير والسير وغيرهما، مليئة بمثل هذه القصص والأمثال، يحسن الرجوع إليها في مواضعها، واستخلاص العبر والدروس منها، والداعية بحاجة إلى تحريك الشعور ولفت انتباه المستمع، وإزالة الكسل والخمول الذي كثيرًا ما يعتري السامع وخاصة إذا طال الحديث، أو كان عميقا يحتاج إلى تفكير وتجميع واستيعاب، فإن الداعية والحالة هذه يجدر به أن يربط حديثه ببعض القصص القصيرة العبرة المثيرة للشعور المحركة