عمل الداعية يختلف من غيره فهو يعمل لله ويطلب الأجر من الله، وهو في سباق مع الزمن يستمد من الله العون والقوة، فعمل الداعية ديمة متواصل ليل نهار، لا يكل ولا يمل ولا يفتر، ولا يتوانى فمن الله يستمد العون والقوة فما يزال قويًّا باعتماده على ربه وطلب العون منه لا يشعر بعجز، ولا كسل بل يشعر بالنشوة والقوة مع استمرار العمل الدعوي ليل نهار، هذا هو دأب الأنبياء والصالحين قال تعالى عن نوح عليه السلام:{قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا، فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا} ١، فأنت داعية إلى الله في كل وقت وحين، وعمل الداعية ميداني أكثر منه مكتبي، فاغتنم الوقت فإنه يمر كما يمر السحاب، والوقت يمضي لا ينتظر أحدًا فالرابح من استغله، وعمل فيه خيرًا والخاسر من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني، وترك الوقت يمر دون أن يقدم شيئًا لدعوته، ودينه خسران مبين فالوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، بعض من الدعاة هداهم الله فرط في وقته، وضيعه دون فائدة فندم ندما شديدًا، فوقتك هو عمرك والوقت وعاء يحفظ ما وضع فيه، فما عملت فيه من خير أو شر تجده عند رب عليم لا يغادر صغيرة، ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرًا ولا يظلم ربك أحدا، فالوقت الذي تعمل فيه خيرا هو لك وأنت الرابح، والوقت الذي لا تعمل فيه خيرًا هو عليك بل هو حسرة وندامة، فالداعية ليس كغيره من الناس يشعرون بالفراغ القاتل، أما علم