الداعية من أحوج الناس إلى رفع مستواه الثقافي والعلمي، وتنمية مواهبه المهارية، وزيادة معارفه ومعلوماته الخاصة والعامة، وذك بتعاهد القرآن الكريم وعلومه، والسنة المطهرة وما يتعلق بها، والاطلاع على أمهات الكتب والمراجع، وخاصة ما يتعلق بأمور العقيدة، ومصنفات الفقه والتأريخ والسير المعتمدة، والمصنفات المأمونة والرجوع إليها عند الحاجة، وخاصة عند ورود سؤال على الداعية لا يجد له جوابًا، أو عند إرادة إعداد بحث لبعض الأمور الخلافية والتحقيق فيها، والتأكد من القول الصحيح المسند بالدليل من الكتاب والسنة وأقوال الأئمة، فإن السائل أو القارئ غالبًا لا يقتنع إلا إذا سمع الدليل، وأي قول أو تحقيق يخلو من الدليل فهو مردود على قائله، فلا بد للداعية من أن يجتهد، ويبحث ويقرأ ويحقق المسائل الخلافية ويرجح الصواب في ذلك، كما على الداعية أن يبدأ يتفهم الأولويات مثل قضية الإيمان والعقيدة، فلا بد أن تكون عقيدته صافية نقية حتى إذا أراد أن ينقلها للناس ينقلها بهذا الصفاء وهذه الشفافية المرهفة كما علمها، وتعلمها من العلماء الأفاضل، أما إذا كان في إيمان الداعية ضعف، وفي عقيدته غبش أخذ يدعو من غير علم وبصيرة، وروية فإنه يضر أكثر مما ينفع، ويخرب أكثر مما يصلح، ويهدم أكثر مما يبني يتخبط في دعوته يصوب الخطأ، ويخطئ الصواب وينهى عن السنة، ويحث على البدعة جهلًا منه، ويتوخى الحكمة ولا ينظر في العواقب ولا يفقه الترجيح بين المفاسد والمصالح، وبالتالي يتحول إلى معول هدم