للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣- كن قدوة:

إن الناس ينظرون إلى الداعية بمنظار دقيق، فهو تحت المجهر، يلاحظون أفعاله وأقواله، ومعاملاته الخاصة والعامة، كما ينظرون إلى مظهره فهو المرآة لمخبره "فكل إناء بما فيه ينضح"، فيجب أن يكون المظهر موافقًا للمخبر، فإن الداعية في نظر الناس قدوة يقتدى بأفعاله وتصرفاته، فجدير بالداعية أن يكون على المستوى اللائق مقتديًا بالأنبياء، وأئمة الهدى، في سيرهم وفي منهجهم في الدعوة والسلوك، فهذا إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام قد جعله الله إمامًا للناس يقتدى به قال تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} ١.

أخبر تعالى أن في ذريته، عاص وظالم لنفسه لا يستحق الإمامة، بنص قوله تعالى في الآية السابقة: {لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} . ورأس الأمر وذروة سنامه، هو أن ندعو الناس بأفعالنا قبل أقوالنا، ولذلك لما تمنى الناس، تمنى عمر -رضي الله عنه- رجالًا، أمثال أبي عبيدة، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة، قال -رضي الله عنه: "فأستعين بهم على إعلاء كلمة الله"، فكن أخي الداعية واحدًا من هؤلاء الذين تمنى عمر أمثالهم لإعلاء كلمة الله، وليكن همك الوحيد الدعوة إلى الله بعزيمة قوية، وتصميم يحمل صاحبه إلى العمل، على أن يأخذ نفسه بشيء من الحزم والعزم، ويروضها على ما يريده الإسلام، ويسعى لتطبيق ما يعلم على نفسه أولًا. ومن الشواهد البليغة على عظيم تأثير السلوك


١ سورة البقرة، الآية: ١٢٤.

<<  <   >  >>