للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٧- القول بلا علم:

الداعية يصول ويجول، يدعو هذا ويلتقي بذاك، ويجلس في المجالس العامة، ويدعو أفرادًا وجماعات، يقوم بإعداد محاضرة، أو خطبة جمعة، أو إعداد ندوة أو المشاركة فيها، أو كتابة مقالة يلقيها في البث المباشر عبر إحدى وسائل الإعلام المرئية أو المسموعة، وكثيرا ما يسأل الداعية في معظم هذه المناسبات وهذه اللقاءات. فلا بد أن يكون كيسا فظنًا، وأن يعرف من أين تؤكل الكتف -كما يقال- كما أن عليه أن يعرف ويتأكد مما يقول، وأن يزن ذلك بميزان الشرع والحكمة. فبعض الأسئلة مثلا، تستشف منها أن صاحبها لا يقصد الفائدة، وإنما يقصد منها التعجيز أو الإحراج، أو إيقاع الداعية في مشكلة اجتماعية أو سياسية، فينبغي للداعية أن يعلم هذا ولا يتسرع بالجواب إلا بعد معرفة الهدف من السؤال، ولا يتعجل بالكتابة أو المحاضرة، أو خطبة الجمعة إلا بعد أن يزنها بميزان الشرع، ولا يقوم بإصدار حكم إلا وهو موافق للشرع، وأن يكون لكل سؤال جواب يناسبه من الشرع، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- قد سئل سؤالًا واحدًا، وكان الإجابة متعددة. من ذلك على سبيل المثال، أي الأعمال أفضل؟ قال: الصلاة في وقتها. وقال: لآخر. الجهاد في سبيل الله، وقال لثالث: بر الوالدين فإذا قصد السائل من سؤاله الفائدة، فلا بد من توضيح الجواب مقرونًا بالدليل من الكتاب والسنة ومن أقوال الأئمة الأعلام، وإذا كنت لا تعلم الإجابة، فقل: لا أعلم فمن قال: لا أعلم فقد أفتى. ولا غضاضة في ذلك.

فقد سئل الإمام مالك عن عدة مسائل كثيرة، فأجاب على أربع،

<<  <   >  >>