[النداء الرابع: إلى العلماء الربانيين والقضاة الشرعيين]
أوجه هذا النداء إلى علماء الأمة الإسلامية وإلى القضاة الشرعيين مع أنني أقل منهم علما، وخبرة وعملا في مجال الدعوة، لكن عزائي في ذلك أنه قد يأخذ العالم ممن هو أقل منه علما، ويسمع العالم من طالب العلم وهذا هو أدب السلف والخلف رحمهم الله تعالى، فإلى هؤلاء العلماء أوجه ندائي وأقول: إن الأمة قد عقدت عليكم آمالها بما تحملونه من علم شرعي، وربطت مصيرها بمصيركم، فأنتم العلماء الربانيون والقضاة الشرعيون، وأنتم قادة الأمة إلى الخير وحماة العقيدة، ودور العلماء عظيم ومسئوليتهم كبيرة، والأمة ترجع إليهم في كثير من المسائل الشرعية والاجتماعية، وتنظر إلى علمائها نظر احترام وتقدير وامتثال لما يأمرون به وانتهاء عما ينهون عنه، أوجه هذا النداء داعيا إلى تضافر الجهود، ولم الشمل واجتماع الكلمة واتحاد الهدف، والمصير والتشاور فيما بين العلماء فيما يصلح الأمة ويقوم سلوكها حتى تسير الأمة على نور، وهداية باتباع المنهج الرباني والسنة المطهرة، فتسعد الأمة بعلمائها ويسعد العلماء بانقياد الأمة لأوامر الله، وانتهائها عن ما نهى عنه سبحانه وتعالى.
أوجه هذا النداء إلى كل عالم١ بشرع الله بعينه بأن يجعل الدعوة إلى الله أولى اهتماماته، وإصلاح الناس هدفًا من أهداه، ونشر العلم
١ المقصود بالعالم: العالم بشرع الله سواء كان قاضيا شرعيا، أو عالما ربانيا قد تعلم ودرس العلوم الشرعية في المدارس النظامية، أو عند العلماء الأفاضل أو كان مجالسا للعلماء، ويسمع منهم أو كانت له اهتماماته بالكتب والعلوم الشرعية، سواء كان عمله طبيبًا أو مهندسًا أو عسكريًّا، أو تاجرًا إلى غير ذلك من الأعمال الكبيرة.