قال الله تعالى:{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} ١، ففي هذه الآية أمر الله نبيه عليه الصلاة والسلام بالقيام بالدعوة بعدة طرق كما هو واضح من الآية الكريمة حيث أشارت الآية إلى ثلاث طرق وهي:
الحكمة، والموعظة الحسنة، المجادلة بالتي هي أحسن.
تستخدم مع كل صنف طريقة تناسبه. قال ابن القيم في تفسيره للآية:"جعل الله سبحانه مراتب الدعوة بحسب مراتب الخلق، فعلى الداعية امتثال الشرع في ذلك، بالتيسير وعدم التعسير ولا ما يدعو إلى التعسر، فقد كان هديه -صلى الله عليه وسلم- أنه ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما، والمسلم وخاصة من حمل لواء الدعوة عليه أن يسلك أيسر الطرق في دعوته وأن يبشر ولا ينفر، "والتبشير شعار رفعه المنصورن وتسمو به وسلكو طرقه وأساليبه"، وكثيرًا ما نرى أساليبهم يستبشر بها المتعاملون معهم، بينما كان تعامل بعض الدعاة هداهم الله فيه شيء من القوة، والغلظة وتنفير المدعوين، أوليس الداعية إلى الله أحق أن يكون مبشرًا ميسرًا، وأن يكون هذا خلقا وسجيه فيه لا