إياك ثم إياك والجدل وكثرة المحاجة، فإن كان ولا بد فجادلهم بالتي هي أحسن، وإذا رأيت أن المجادلة أصبحت معاندة، وصاحبها لا يقتنع بالدليل ولا يرضى ويسلم بالأمر الواقع، فأعرض عن مثل هذا الصنف وقل: سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين، وقد قال الله تعالى لنبيه:{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} ١، فالجدل والخلاف "ثمرة مرة".
في هذا الموضوع؛ يقول فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عيثمين -رحمه الله تعالى- وهو يتحدث عن خصائص الفرقة الناجية:"إن اتفاق الكلمة وائتلاف الهدف، والقلب من أبرز خصائص الفرقة الناجية، أهل السنة والجماعة، فهم لو حصل بينهم خلاف في بعض الأمور، لا يحمل بعضهم على بعض حقدًا ولا عداوة ولا بغضاء، بل يعتقدون أنهم إخوة، حتى وإن حصل بينهم هذا الخلاف، فقد وقع شيء من ذلك كما ثبت في السنة، من أجل أن تتفق الكلمة وتتآلف القلوب". انتهى كلامه رحمه الله.
"حبذا لو راجع الدعاة إلى الله أنفسهم من وقت لآخر؛ لأن وظيفتهم التي شرفهم الله بها تعتمد في أصلها على الحار والمراجعة، وقد فطن لذلك عبد الله بن مسعود بقوله: "والذي لا إله غيره ما على ظهر الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من لسان". ولنتذكر أن هوى النفس لا يأتي عريانًا بل مزخرفًا بألفاظ النية