للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخالصة، إحقاق الحق انتصارًا للأمة.. إلخ. ثم يندس هواه بعد ذلك من حيث يعلم أو لا يعلم"١.

ومن أجل أن تتفق الكلمة، وتتآلف القلوب نبين الآداب الشرعية الواجب مراعاتها في المحاورات، والمناظرات والمناقشات، فعندما يتحاور الدعاة والعلماء يجب أن تكون نيتهم طيبة، وهدفهم الوصول إلى الحق، والمسلم دائمًا يسعى أن يجعل أعماله كلها خالصة لوجه الله تعالى ليؤجر عليها، والعمدة في ذلك الحديث المشهور: "إنما الأعمال بالنيات ... " ٢ الحديث، ومن مسببات الخلاف والتنازع، والجدل اتباع الهوى في بيان حكم مسألة من المسائل. فليحذر الدعاة من اتباع الهوى في مناقشاتهم، والعجب والغرور، والاعتزاز بالرأي والتعصب له أثناء المناقشة قال تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} ٣، {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} ٤ فعليك أثناء المجادلة أن تبين المسألة بالدليل قبله من قبله ورده من رده ليس عليك هداهم، ولكن الله يهدي من يشاء.

ولأجل أن تتفق الكلمة وتتآلف القلوب بين دعاة الأمة الإسلامية وعلمائها، الكف عن الجدال الذي لا فائدة فيه، وإذا كان ولا بد من جدال فله آداب شرعية الواجب مراعاتها في المحاورات، والمناظرات والمناقشات إذا حدث ذلك فيما بين الدعاة، أو الجماعات أو الأفراد


١ من كتاب كيف تحاور. د. طارق بن علي الحبيب، ص١٢.
٢ سبق تخريجه: ص١٨.
٣ سورة النحل: الآية ١٢٥.
٤ سورة طه: الآية ٤٤.

<<  <   >  >>