للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في مسألة شرعية، أو اجتماعية أو مالية أو سياسية أو غير ذلك.

أولًا: تنقية وتجريد النية من الشوائب، والانتصار للنفس والتشفي بذلك، فكثيرا ما يظهر الخلاف بين بعض أفراد، وجماعات الدعوة ظاهرها أنه خلاف على مسائل علمية، وباطنها حب الذات واتباع الهوى، والمسلم الداعية يسعى أن تكون أعماله خالصة لوجه الله تعالى والدار الآخرة.

ومن الشوائب التي قد تدخل المناقشات الهوى وحب الانتصار للنفس، فكثيرًا ما ترى المحاورات والمناقشات يتنازعها الهوى، فيجب على الداعية والعالم أن يجرد مناقشاته، ومحاوراته عن الهوى، ويفرح بالحق وظهور الحق على يديه أو على يدي خصمه، وإذا دخل الهوى فإن له مضارا كثيرا منها:

أ- أنه يصد عن الحق.

ب- أنه يفسد العقل والتفكير، ولا يدع لهما مجالا للتفكير والتأمل.

ج- أنه يخالف بين قلوب الدعاة

ومن الشوائب التي قد تدخل المناقشات العجب والغرور١ ومن أسبابه الإطراء والمديح، فإنه يورث العجب والغرور، وقد ينتج العجب والغرور من تبوء الصدارة للعمل قبل النضج وكمال التربية، ولذلك كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يقول: "تفقهوا قبل أن تسودوا" وفي رواية: "قبل أن تسَوَّدُاوا" ٢.


١ قد أفرد بابا كاملا للعجب والغرور، انظر ص٣٥.
٢ صحيح البخاري، كتاب الأدب: "٢٥٠".

<<  <   >  >>