على الداعية مراعاة الوقت فلا يأت بموضوعات طويلة ينثر فيها الكلام نثرًا وكأنه يقرأ في كتاب، أو يهذ عليهم الكلام هذا وكأنه مشغول بشيء آخر يريد إنهاء الحديث سريعًا، ومعلوم أن الناس يحبون الكلام الواضح القصير الذي لا يستغرق منهم وقتا طويلًا، وخاصة الكلمات الوعظية في المساجد فهي تحتاج من الداعية إلى تحضير، وإتقان وإلقاء جيد وصوت واضح فإن إطالة المحاضرة والموعظة أكثر مما حدد لها مما ينفر الناس، ويجعلهم يملون ويكسلون عن السماع والاستيعاب، وبالتالي يفرون ويخرجون. إذًا على الداعية أن يحذر من بتر الموضوع، والاختصار المخل والإسهاب الممل، وإذا كان الموضوع طويلًا ولا بد من استيفائه، فيقسم إلى أقسام متساوية، ومشوقة ومفيدة ونافعة، ومناسبة للزمن يلقيها على فترات، وأن يكون الحديث بإتقان جيد، وأن يختار المتحدث العبارات الجيدة المناسبة للحضور، وأن تكون الكلمات والعبارات جامعة لأطراف الموضوع مانعة من الغموض والإيهام، بحيث تصل إلى المستمع بأوضح عبارة، وأصح مقالة سهلة المعنى واضحة المغزى، أما الموضوعات من حيث الإطالة وعدمها، فإنها تختلف باختلاف الناس والزمان والمكان؛ فإذا كان المستمعون من المثقفين والمتعلمين، وطلاب العلم والمعرفة فإن هؤلاء تناسبهم الإطالة والتفصيل والتوضيح، وذكر بعض الخلاف والترجيح، أما إذا كان المستمعون للداعية من عامة الناس أو خليط من صغار وكبار، فينبغي له أن يراعي عامة الناس، فينزل