للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٦- لا بد أن تكون يدك ندية ١:

الكرم والجود من صفات المسلم، بل من سنن الأنبياء، فقد ورد في القرآن الكريم، خبر إبراهيم عليه الصلاة والسلام مع ضيوفه عند ما راغ إلى أهله، فجاء بعجل سمين.

وكان نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- أجود من الريح المرسلة في الخير، وكان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر.

قال ابن شهاب: حدثني سعيد بن المسيب أن صفوان قال: "والله؟ لقد أعطاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما أعطاني، وإنه لأبغض الناس إلي. فما برح يعطيني حتى إنه لأحب الناس إلي"٢.

وعن أنس -رضي الله عنه: "ما سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الإسلام شيئًا إلا أعطاه". قال: "فجاء رجل فأعطاه غنمًا بين جبلين، فرجع إلى قومه. فقال: يا قوم أسلموا فإن محمدًا يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة"٣.

ومن مظاهر الكرم والجود، الإهداء والهدية، فقد ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "تهادوا تحابوا" ٤ نعم إن الهدية تورث المحبة، ولها ذكرياتها الخاصة فينبغي للداعية أن لا يبخل بشيء من الهدايا، ولو كانت متواضعة وقليلة، فعلى الداعية إذا أراد أن يكسب قلوب الناس أن تكون يده ندية بتقديم الهدية، التي من شأنها أن تقرب الداعية إلى


١ كناية عن الكرم، والجود بالموجود، دون إسراف ولا تقتير.
٢ لقد أعطى النبي -صلى الله عليه وسلم- صفوان بن أمية بعد الفتح، وبعد غزوة حنين مائة من الغنم، ثم مائة من الغنم، ثم مائة من الغنم. رواهما الإمام مسلم كتاب الفضائل الحديث: ٥٩، "٢٣١٣"، "٤/ ١٨٠٦".
٣ صحيح الإمام مسلم كتاب الفضائل الحديث: ٥٧ "٢٣١٢"، "٤/ ١٨٠٦".
٤ البيهقي في الكبير: "٦/ ١٦٩"، وانظر إرواء الغليل: "٦/ ٤٤".

<<  <   >  >>