قلوب الناس، وبالتالي يستطيع أن يملي عليهم ما يريد، ويكسب قلوبهم فيبوح المدعو بما لديه من آلام ومشاكل سببت له الحيرة والقلق، ينشد عندك أيها الداعية الحل والعلاج، الأمر الذي يجعلك تضع العلاج لمشاكله، وآلامه التي يعاني منها، وهنا تأتي فرصة الداعية، وهي ربط تلك القضايا بالدين، وأنه الحل الوحيد لكثير من القضايا الاجتماعية والمالية وغيرها، وعندها يستطيع الداعية غرس الإيمان في قلوب من يدعوهم، حتى يتمكن الإيمان من سويداء القلب، فيعيش الداعية والمدعو في ظلال هذا الإيمان، وتحت شجرته الوارفة الظلال، شعارهم العمل الدائب، والإخلاص لوجه الله سبحانه وتعالى.
وبعد تمكن الإيمان يستطيع كل منهم أن يبذل، ويضحي وبين الكرم والتضحية ارتباط وثيق، وصلة قوية، فالمجاهد يجود بنفسه، وهذا غاية الجود، والمتحرر من شهوة المال يكون أقدر على الجهاد من البخيل بماله، وصاحب الكرم لا بد أن يكون شديد التوكل عظيم الزهد قوي اليقين. إن ديننا بماله من أهداف عظيمة يحتاج إلى النفوس الكريمة التي يفيض خيرها على الأقربين، واليتامى والمساكين، ومن الصفات المميزة لمن تأصلت فيه خصلة الكرم أنه لا يرد أحدا يسأله، وقد كان هذا حال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما سئل عن شيء قط فقال: لا، ومن أوجب الكرم معاملة الكرام بما يستحقون في الضيافة وغيرها، فقد ثبت في الحديث عن ابن عمر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم:"إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه" ١، وقد حث النبي -صلى الله عليه وسلم- على الضيافة كمظهر من مظاهر الكرم، والجود: "من كان يؤمن بالله واليوم