الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعالمين، وشاهدا ومبشرا ونذيرا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرا محمد بن عبد الله، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
فإن الدعوة إلى الله تعالى من أعظم الصالحات، وأزكى الطاعات وأحب الأعمال إلى الله تعالى:{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} .
بها تنهض الأمم وتصلح المجتمعات وتستقيم الأحوال، فما أحسن عمل الدعاة وما أنفع جهودهم، وما أسعد الأمة بهم وأشد غبطتها، فمنهم البناة والهداة والسراة، وهم بهجة الدنيا، وزينتها ونعيمها.
وإن الحديث عن الدعوة وهمومها وتطلعاتها، ووسائل نهضتها حري بالاهتمام والتأمل، ولا سيما حين يصدر عن ربيب للدعوة وإلف للدعاة، صاحب الفضيلة الشيخ ناجي بن دايل السلطان.
فلقد سعدت بتصفح كتابه "دليل الداعية إلى الله تعالى"، وقرأ بعض ما تضمن من التوجيهات، والإرشادات وما جاشت به نفس