عند ما يريد الداعية الحديث إلى الناس، فإنه يحتاج إلى أن يقف قليلا ويتأمل، ويفكر كثيرًا فيما يبدأ به وما هو الأهم، وما هي المواضيع التي يجب أن يبدأ بها، ولكثرة المواضيع وحاجة الناس إلى معظمها، فإنه فعلا يحتار ويبدأ يوازن ويعيد حساباته، ثم يرى موضوعًا مهمًّا في نظره فيبدأ به، وإن كان هذا الموضوع غير مهم في نظر غيره، فالداعية هو بماثبة الطبيب الذي يصف الدواء بعد تشخيص الداء، فإن بعض الموضوعات قد يكون مهمًّا عند غير الداعية، فبعض الناس قد يرى ما لا يرى الداعة بالنسبة للأهمية، والحاجة الماسة إلى موضوع "ما" من بين الموضوعات الكثيرة والمحيرة فعلا، عند هذا التوافق وكثرة الموضوعات الهامة والمحيرة بأيها يبدأ الداعية، فإن هناك معايير ومقاييس يجب مراعاتها والرجوع إليها مثل:
١- التأمل في حاجة البلد إذ تختلف عن البلد الآخر.
٢- المعاصي والبدع المنتشرة.
٣- الظواهر غير الطبيعة في البلد.
وباختصار أقول: إذا اجتمع عند الداعية عدة مواضيع فعليه أن ينتقي الأهم، وما تدعو له الحاجة وما يتطلبه البلد من هذه الموضوعات، ولكن الجامع لهذا كله هو التركيز دائمًا على تقوية الإيمان وترسيخ العقيدة والعبادات، والسيرة النبوية، وسيرة الصحابة والعلماء الأبرار، والأحاديث وشرحها والآداب والأخلاق، وكذلك -وهو الأهم- القرآن