"الآخر فليكرم ضيفه"، فأنت أيها الداعية أولى بأن تتلبس بهذا الخلق وهذه الصفة بل هذا النهج النبوي الكريم، واحذر البخل فإن البخيل بعيد من الله بعيد من الناس. والمقصود بالبخيل كما عرفه صاحب عقبات في طريق الدعاة١ قال:"هو التقتير الشديد -مع السعة في الرزق- عن كل ما تتطلبه مسئولية الإنفاق العامة والخاصة، سواء ما يتعلق منها بنفقته على المجتمع في تحقيق تكاليفه، أوترميم كوارثه، أو دفع الاعتداء عنه". انتهى كلامه.
فالبخل من الآفات القبيحة في المسلم، وخاصة إذا ظهرت في الداعية، وذلك حين يتقبل الهدية ولا يثيب عليها، ويعتاد الجلوس على الموائد، ولا يكافئ الداعين بمثلها، ويحث الناس على الإنفاق في سبيل الله، ولا ينفق في سبيل الله، وهذا الخلق وهو الشح والبخل يسبب النفور، ويستدعي القدح والذم، ولا سيما إذا كان الداعية محط أنظار الناس، ومعقد أملهم ورجاء ثقتهم. أذكر أننا زرنا مركزاً دعويًّا، وقد قدمنا من مسافات بعيدة، فلم يضيفونا، ولم يحتفوا بنا كما هو معروف ومألوف عند العرب حتى قبل الإسلام، فمثل هذا البخل لا يصلح ولا يليق بمسلم، فكيف بالداعية إلى الله. فإن الدعوة تريد منك يدًا ندية باذلة سخية، يدًا تمتد إلى كل من يحتاج العون، والمساعدة من إخوانك المسلمين، أنفق ينفق الله عليك، وتقرب إلى قلوب الناس بالكرم والجود، يكن له أثر وتأثير في قلوب الناس، ومن ذلك المكافأة لمن صنع لك معروفًا، فإن لم تجد فادع له، إن مكافأة من أحسن إليك خلق فطري، ولا يشكر الله