وأعماق البحار المظلمة المخيفة، فاعمل على النجاة من عذاب الله سبحانه وتعالى، فالنجاة إذًا تكون باختيار الموضوع المناسب وتحضيره، ووضع عناصر له مرتبة ومنسقة واجب من واجبات الداعية، والبدء بالموضوعات الأهم ثم التدرج بعد ذلك، وليس أدل على ذلك من حديث مبعوث الدعوة إلى اليمن معاذ بن جبل -رضي الله عنه، وقد رسم له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذا المنهج في الدعوة، حين قال له:"إنك تأتي قومًا من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمد رسول الله....". الحديث تقدم فالمطلوب من الداعية أن يبدأ مع الناس بالأهم قبل المهم، فإنه أدعى لقبول الفائدة وسرعة الانقياد.