للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وغيره من حديث أنس -رضي الله عنه: "كتب إلى كسرى وإلى قيصر وإلى النجاشي، وإلى كل جبار يدعوهم إلى الإسلام وإلى الله تعالى"١.

وقد كتب -صلى الله عليه وسلم- إلى هرقل عظيم الروم وفيه: "أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم، أو أسلم يؤتك الله أجرك مرتين" ٢ كما كتب إلى كسرى عظيم الفرس.

ثانيًا: الدعوة من قبل الدولة عن طريق إرسال البعوث لتبليغ رسالة الله، وعن طريق استقبال الوفود التي كانت تفد على الدولة الإسلامية بالمدينة المنورة للدخول في الإسلام. من هذا المنطلق واقتداء بهديه -صلى الله عليه وسلم- في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى كان على حكام العالم الإسلامي مسئولية عظمى في الدعوة إلى الله بالطرق، والأساليب التي كان يفعلها مؤسس الدولة الأولى في المدينة النبوية عليه الصلاة والسلام، نداء إلى من أكرمهم الله بالحكم والولاية على المسلمين أن يعملوا على نشر هذا الدين في بلاده، وفي بلاد العالم الإسلامي كل فيما يخصه، والتعاون فيما بينهم لخدمة الدعوة الإسلامية في بلادهم وخارجها من بلاد العالم، لعالمية هذا الدين وعالمية الدعوة إلى الله. إذ بأيدي الحكام الحل والعقد والأمر والنهي، وتغيير المنكر وإقرار المعروف والأمر به بل والإلزام به والعقوبة عليه في بلادهم، وخارجها بالتعاون مع المسئولين عن أمر الدعوة بتطبيق شرع الله في الحدود، والعقوبات لمن خالف شرع الله وخرج عن تعاليم هذا الدين، بيد أن الدعوة إلى


١ كتاب الجهاد والسير، باب كتب النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى ملوك الكفار يدعوهم إلى الله عز وجل.
٢ شرح النووي: "٥/ ١٦٦"، الإمام البخاري: كتاب بدء الوحي "١/ ٣١-٣٢".

<<  <   >  >>