للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعمومها، فلا تستطيع أن تقوم بها فئة من الناس أو جماعة، أو مؤسسة فالأمر عام وشامل يهم الجميع ويعم الأفراد كل على حسب قدرته وجهده واستطاعته لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، فالدعوة بهذا المفهوم الشامل العام "عالمية أوجبها الله سبحانه وتعالى على الجميع الذكر، والأنثى الصغير والكبير الحاكم والمحكوم الحر والعبد، كل على حسب استطاعته وقدرته، فإن من مقتضيات الدعوة وهدفها الأساسي إنقاذ العالم أجمع مما يعانيه منتفكك وتشتت وانحلال وميوعة، ومذاهب وعقائد باطلة وتسلط وعنصرية وبعد عن منهج الله، وإن مما يؤكد أن الدعوة الإسلامية فريضة حتمية، وواجب شرعي على كل مسلم عارف بما يلزم من الدين، وأنها أمر تكليفي من الله في حق كل من ينتمي لهذا الدين، كل على حسبه وطاقته واستعداده، كما أمر سبحانه وتعالى أمة الإسلام في كل زمان، ومكان أن يقوموا بدورهم في إنقاذ العالم الإنساني وهداية البشرية جمعاء"١.

قال الله سبحانه وتعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ....} ٢. وقال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} ٣.

وهي ماضية إلى يوم القيامة لا تقف عند حدود، ولا بنهاية زمن محدد يحملها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فكن أخي المسلم


١ من كتاب عقبات في طريق الدعاة "بتصرف يسير" القسم الثاني "ص٥٠٣-٥٠٤" عبد الله ناصح علوان أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الملك عبد العزيز بجدة.
٢ سورة النحل: الآية ١٢٥.
٣ سورة يوسف: من الآية ١٠٨.

<<  <   >  >>