للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن اجتهاداته دون الرجوع إلى أهل العلم والمعرفة، ودون الرجوع إلى دائرة تنظم العمل وتخطط له وترصد حركاته ونتائجه، فإنه عمل قليل الفائدة ونتائجه قد تكون عكسية. إذا لا بد للعمل الدعوي من إدارة تنظم وتخطط كغيرها من الدوائر الأخرى. إن الإدارة التي نريدها هي الإدارة التي تنظم الجهود على أعلى مستوى ممكن، لتجتمع على نشر الخير والصلاح والحق، ومحاربة الفتنة والعدوان والظلم. إن بناء هذه الإدارة بخصائصها الإيمانية، ومقوماتها الشاملة لهي مسئولية الأمة المسلمة، والدعاة المسلمين في كل مكان. إن بعض الإدارات قد تكون واحدة لدى جميع الشعوب، فهذا مدير وهذا نائب مدير، وهذا سكرتير وذاك مستخدم، وهنا ملفات وحاسوب وناسخ إلى غير ذلك من الأمور المنظمة للعمل، إن الإدارة المؤمنة هي التي تنظمي العمل في أعلى مستوى من الإتقان، وفي أقصر وقت ممكن، فهي التي تنظم الوقت والجهد، وتوفر التنسيق وتراعي المواهب والكفاءات، وتحرص على تدريبها وتنميتها لتكون قوية غنية ولتنشر الخير والصلاح، وكذلك فهي الإشراف والمراقبة والمتابعة والتوجيه، وتحدد الصلاحيات والمسئوليات، وتقيم التنسيق والتعاون بين الأفراد، هذه أمور لا بد أن تقوم عليها الدعوة إلى الله في أي مكان وفي أي زمان، وهذا ما نجده واضحًا في نظام الدعوة الإسلامية في المملكة العربية السعودية ممثلة في وزارة الشئون الإسلامية حيث نظمت الدعوة في الداخل والخارج بإدارات مستقلة ترتبط بالوزارة مباشرة تنظم شئون الدعوة والدعاة، وتضع لهم المناهج والأسس والخطط السليمة المستمدة من الكتاب والسنة، وتتابع العمل في الداخل والخارج، مراعية في ذلك التقويم

<<  <   >  >>