به الناس لا نستطيع أن نخرجه ما لم يكن قائما على منهج مدروس. وأعداء الإسلام يحاربون ديننا وفق مخطط بذلت له أعظم الجهود في رسمه، واستفيد من كل معطيات الحضارة في وضعه، فلا ينبغي أن تكون حركة الدعاة إلى الله حركة خبط عشواء لا يعرف الواحد منهم ماذا يريد أن يحققه اليوم، وماذا يريد أن يحققه اليوم وماذا يريد أن يحققه غدًا؛ لأن من السنن الكونية أن التنظيم يغلب الفوضى، إن الذي يسير وفق مخطط لا يتردد في مسيرته، ولا يشعر بالتعب ولا يتعثر في المسير ولا يعبأ بما يعترضه من عواء العاوين، ولا يترك للأحداث الطارئة أن تحرفه عن طريقه، ولا يترك للافتراضات والاحتمالات مجالات لتضيع عليه هدفه الذي يرمي إليه.
لا يجوز أن يحركنا أعداؤنا كما يشاؤون.... يقوم أعداء الله أحيانا بأحداث مفتعلة، وبأعمال مخالفة للدين، فإذا الدعاة إلى الله يتحركون بمنطق رد الفعل ويستغرق حركتهم، ووقتهم كله ولا يصبح لهم غير مقاومة هذه الأعمال وينسون هدفهم الأول والأهم، ولا يفهم من كلامي هذا أن نترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل الذي أريد تقريره: أن علينا أن نمضي في طريقنا وأن نحقق هدفنا الأول، والأهم في إقامة المجتمع الإسلامي، والفرد المسلم على النهج الذي جاء به الإسلام ولا مانع من أن نقول كلمة الحق كلما دعانا إلى ذلك داع دون أن يصرفنا عن تحقيق المطلب الأهم.
ويكون ذلك عن تخطيط من هؤلاء الدعاة. إن من يسير في طريق ويلقى في أثناء سيره أن عدوه قد حفر له حفرة عليه أن يتجنبها ويحذر من الوقوع فيها، ويضع لافته تحذر السالكين من الوقوع فيها، ثم يتابع طريقه؛ لأن اشتغاله بردم الحفرة وذمه من حفرها، واهتمامه