للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تشجيعه على مصاحبة الصالحين، وخاصة من يوثق بدينه وخلقه. ولو خصص لمجموعة من الشباب من يعلمهم ويربيهم، ويخرج معهم للنزهة وغيرها، ويعطي أجرًا على ذلك فإنه نافع ومفيد، مع أن في هذه البلاد الطيبة "المملكة العربية السعودية" أماكن خاصة تحتضن الشباب وتربيهم وتعلمهم. وأخص بالذكر على سبيل المثال: تعليم القرآن الكريم في المساجد لجماعات تحفيظ القرآن الكريم الخيرية في جميع أنحاء المملكة، وكذلك مراكز النشاط الدائمة والموسمية، والدروس الدائمة للعلماء الأفاضل في المساجد وغيرها، فبلادنا ولله الحمد تزخر بالعلم والعلماء، فما على المرأة المسلمة إلا أن توجه ابنها إلى ما ذكر وتشجعه على ذلك لينهل من معين العلم، ويأخذ من رحيق التربية ويتعلم الحكمة {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا} .

وأختم هذه النداءات والتي فيها تحديد مسئوليات الدعوة إلى الله، وتكليف جميع المؤمنين بالعمل، وتحمل مسئولية الدعوة إلى الله، فهي مسئولية الجميع من الحاكم إلى الخادم لا عذر لأحد أمام الله سبحانه وتعالى، فالجميع مسئول وعن أمر الدعوة إلى الله محاسبون {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ، إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} ١ وقد وزع النبي -صلى الله عليه سلم- هذه المسئوليات في هذا الحديث الشريف. عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته: الإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهل بيته ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده، ومسئول عن رعيته، وكلكم راع ومسئول عن رعيته" ٢.


١ سورة الشعراء: آية ٨٨-٨٩.
٢ رواه الإمام البخاري، كتاب الجمعة: ٨٩٣.

<<  <   >  >>