للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في يدي، ولأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فوالله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لقاتلتهم عليه".

فقال عمر: "ما هو إلا أن رأيت أن قد شرح الله صدر أبي بكر للقتال، فعلمت أنه الحق فلم يزل صاحب الهمة أبو بكر -رضي الله عنه- يخطط ويعمل، ويجاهد ويجند الجيوش ويبعث البعوث، ويقضي على الفتن، حتى استطاع بتوفيق من الله أن يتغلب على الصعاب، وأن يخمد الثورات، ويمحق المرتدين، ويقاتل مدعي النبوة، ويحارب مانعي الزكاة.. وأن يعيد للمسلمين عزتهم، ولليائسين تفاؤلهم، وللإسلام دولته، وللخلافة هيبتها؟؟ "١.

وهكذا يصنع صاحب الهمة العالية صاحب الإيمان القوي الراسخ المعجزات، ويخمد الثورات بنصر من الله، حري بأصحاب الدعوة إلى الله أن يكونوا من هذا الصنف في المضي في الدعوة إلى الله تعالى مهما كانت الظروف، ومهما كانت العقبات، فالداعية بحكمته ولباقته يستطيع بإذن الله تعالى تذليل الصعاب، ومعالجة الخلافات التي قد تعترض طريق الدعاة، فطرق الدعوة كثيرة، ومجالاتها متعددة، فكلما أغلق باب من أبواب الدعوة، أوسد طريق من طرقها فتح الله لك غيره، بل قد يكون خيرًا منه، والله يعلم وأنتم لا تعلمون، والله هو المدبر والهادي إلى سواء السبيل.


١ من كتاب "عقبات في طريق الدعاة" تأليف عبد الله ناصح علوان أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الملك عبد العزيز بجدة "١/ ٢٤١".

<<  <   >  >>